لإحتفال الإحترافي
إجتمع رموز مدينة السحر والنخيل مراكش الحمراء في لحظة إحتفالية قل نظيرها لتخليد الإنجاز الكروي الكبير الذي تمثل في تحقيق فريق الكوكب المراكشي العودة السريعة إلى قسم الصفوة بعد موسم واحد قضاه في قسم المظاليم·
وقد أبدع المكتب المسير للكوكب المراكشي بمعية عمدة المدينة وكبار شخصياتها في تصميم إحتفال إختاروا له يوم الخميس 18 ماي، اليوم الذي خلد ذكرى مرور سنة على إطلاق صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله لبرنامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية·
وقد عرفت الأمسية الإحتفالية التي حضرها عدد كبير من الفاعلين الرياضيين من مسؤولين ومهتمين وإعلاميين، توافد جمهور كبير من محبي وأنصار الكوكب المراكشي، وكانت البداية بلوحات إستعراضية جميلة صممتها فرق فلكلورية متعددة نطقت بالفن الأصيل لمنطقة مراكش تانسيفت، ثم تخللتها رقصات أكروباتية، وأبدع الفنان الشعبي طاهور نشيدا جديدا للكوكب، كما أسهم في تنشيط فقرات الحفل الفنان سعيد الناصري والفنان النوري·
ولأن المناسبة التاريخية تمثل في عمقها قيمة يرمز بعضها إلى التحدي الذي رفعه جيل الشباب ويرمز بعضها الآخر إلى المقاربة الجديدة التي باتت مدينة مراكش تنظر بها لفريقها الكوكب، فقد أبى مسيرو الكوكب وفي طليعتهم النجم الدولي السابق الطاهر لخلج إلا أن يخلدوا للمناسبة بمباراة دولية جمعت الكوكب الصاعد إلى المجموعة الوطنية الأولى بنادي فالنسيان الفرنسي الصاعد بدوره إلى الدوري الممتاز، وانتهت بفوز قوي وكاسح للكوكب بأربعة أهداف نظيفة سجل منها يوسف مريانة هدفين، الأول من ضربة جزاء والثاني من تسديدة رائعة، في حين سجل الهدفين الآخرين سيرج نيكو المحترف الكاميروني·
وخلال العشاء التذكاري الفخم الذي خصص لمسؤولي ولاعبي فالنسيان ولاعبي الكوكب ومجموع المدعوين والذي أقيم بالمطعم الأسطوري لعلي بلفلاح، أبدى أعضاء عن مجلس إدارة فالنسيان إعجابهم سواء بالأسلوب الذي أدير به الحفل التكريمي أو الأداء الفني الفردي والجماعي الذي قدمه لاعبو الكوكب، مؤكدين على أن هناك نواة للتدبير الإحترافي برغم الهوية الهاوية للفريق·
وقدمت جماهير الكوكب وكل أبناء مراكش ممن حضروا المباراة تهنئة من نوع خاص للمكتب المسير الذي إلتحمت بداخله طاقات إبداعية خلاقة يقودها الطاهر الخلج بكامل الحرفية والإحترافية·
كما وجهت هذه الجماهير رسالة إلى القيمين على شؤون الكوكب لمباشرة العمل من الآن لإعداد فريق قوي يستعيد الزمن الذهبي لفرسان النخيل·
وقد إنطلق رأسا الحربة داخل المكتب المسير إدريس حنيفة ومحمد علالي عاطفي في ترتيب الأولويات وهيكلة الأهداف بحسب ما تتيحه الإمكانيات ليتمكن الكوكب من تحقيق رهانات وتطلعات مدينة تحتل مكانة خاصة في وجدان العالم كله·
يستحق كافة فعاليات المكتب المسير للكوكب تهنئتان، الأولى لأنه في ثوب المؤقت ومن دون حاجة لأبواق دعاية عاد بالكوكب سريعا إلى مداره الطبيعي الذي هو القسم الأول، ولأنه ثانيا هيأ في انسجام تام مع تفكيره الإحترافي إحتفالا رائعا يليق بروعة الإنجاز وبسحر المدينة وأيضا بأصالة إنسانها الذي لا يساوم في وفائه·
في احتفال الكوكب بالإنجاز الذي يمر بالحلم من جنينيته إلى طفولته ما يؤكد أن هناك بصمة إحترافية لابد وأن تستثمر على نحو يبقي للمشروع روحه > الرياضية< الصرفة بعيدا عن المزايدات السياسية·