Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
نادي الكوكب الرياضي المراكشي
19 décembre 2005

مراكش… مدينة لها إيقاع واحة

لأدباء والفنانون الأجانب يأتون الى مراكش على حبل الدعوات ودلال التعرف على الأمكنة

eazarوالفنانون الأجانب الى مراكش على حبل الدعوات والميكروفونات وبياض اللباس ودلال التعرف على الأمكنة، منهم من يأتي بهالة زائدة عن اللزوم، وينزل بأرقى الفنادق. يقتصد في كلامه، فيما يعطي الانطباع بأنه يكتشف عالما غريبا عليه. وحين يقصد مكتبه، هناك بالشمال، يضيف لياليه المراكشية الى حكايات ألف ليلة وليلة، رسما أو كتابة. آخرون يتفجر في داخلهم ركام من الإبداع الجميل والمشاعر الإنسانية الدافئة، بين هؤلاء وأولئك ينخرط البعض في إبداع فاقد للبوصلة، هؤلاء يتكلمون ويناقشون أكثر مما يبدعون، يحللون وينظرون للفن والأدب كما لو أنهم فلاسفة قادمون من كوكب آخر. يرسمون كيفما اتفق. يكتبون بكل ما للكتابة وما عليها. وحده واقع التجريب وتحولات الحداثة وما بعدها ما يمنح هؤلاء هامشا وطوق نجاة لادعاء الفن والأدب.كتب كلود أوليي "مراكش المدينة".
وهو نص من نوع خاص عن المغرب، وعن مدينة مراكش بالذات.مراكش هي مدينة لها إيقاع واحة، هكذا كتب كلود أوليي. صومعة الكتبية منتصبة كسارية سفينة فوق البنايات مرصعة بدائرة ضوء. الأزقة أكثر رحابة. باب الخميس حيث يتم التساوم بشأن كل شيء.تعتبر حدائق ماجوريل اليوم إحدى أهم معالم مراكش السياحية، سميت كذلك نسبة الى الرسام الفرنسي جاك ماجوريل الذي قام في نهاية الثلاثينيات بصباغة مباني الحديقة بلون أزرق ناصع: أزرق ماجوريل.من بين من فضلوا الاستقرار بالمدينة الحمراء هناك أسماء لا يسعك إلا أن تقف تقديرا واحتراما لها، من بين هؤلاء نذكر الإسباني خوان غويتصولو والهولندي بيرت فلينت والأمريكية باتي كود بي بيرتش.زارت باتي كود بي بيرتش مدينة مراكش عام 1966، لم تقاوم سحر المدينة فقررت أن تعود إليها ثانية للاستقرار بها. كان ذلك سنة 1990.
تتصرف باتي بيرتش في الملايين، لكنها تعيش بتواضع العارفين الذين يملكون عين الفنان وقلب الإنسان.رممت باتي بيرتش منبر الكتبية، وساهم في الترميم خبراء أمريكيون من متحف نيويورك وخبراء وصناع تقليديون مغاربة. كانت تلك أول مرة ينتقل فيها خبراء متحف نيويورك خارج بلادهم لترميم تحفة أثرية. استغرق الترميم سنة من الزمن وأكثر من مليون دولار أمريكي.وهكذا، وبعد أن كان المنبر متروكا للغبار ومركونا في جنبات قصر البديع، صار اليوم معروضا أمام الزوار تحفة فنية تثير إعجاب الناظرين.لم تتوقف مجهودات باتي بيرتش عند حدود ترميم منبر الكتبية، بل تعدتها لترميم فضاءات دار الباشا (المقر السابق لمندوبية وزارة الثقافة)، في أفق إحداث متحف للحضارات الإنسانية بمراكش.من جهته، يكتفي غويتصولو بمجالسة ومعاشرة البسطاء بمقهى فرنسا والقنارية. يتكلم كأب، ويمشي بين الناس كشيخ وقور. خوان، لمن لا يعرفه، إسباني يقيم بمراكش منذ أزيد من ربع قرن. كاتب معروف بمواقف إنسانية جميلة. تتلخص في هذا الإسباني "الغريب" أو "الإسباني على مضض". كثير من المزايا الدافئة.
كاتب يخضع موهبته وصنعته الأدبية لأفكاره، هو الذي منحته اليونسكو شرف كتابة نص إعلان اعتبار ساحة جامع الفنا ضمن التراث الشفوي الإنساني، اعترافا منها بجهوده في الدفاع عن حق الساحة في إعمال الخيال والتحلي بكثير من الحس الجمالي عند كل محاولة لتوسيعها أو التغيير في ملامحها.الهولندي بيرت فلينت رجل قضى أكثر من نصف قرن يتعهد فكرة قادته الى دول الجنوب شابا، قبل أن يدفع به حسه الإنساني في أواخر العمر الى إهداء عصارة جهده (دار تسكوين) الى جامعة القاضي عياض بمراكش، من دون أن يفكر إلا في رمزية الأشياء، بعيدا عن ملايين المال ومنطق البيع والشراء.قبل ذلك، كان بدا التقليد الأندلسي، كما يعاش في المغرب، بالنسبة لغلينت، كما لو أنه نموذج حياة، لذلك سيقرر الاستقرار في مراكش عام 1957. وفي سنة 1976 سيقتني فلينت دار تسكوين المبنية على الطراز الإسباني الموريسكي، ليجعل منها سكنا خاصا، وفي سنة 1989 سيتم فتح هذه الدار في وجه العموم.تقع دار تسكوين في عمق المدينة القديمة ما بين قصر الباهية ومتحف دار السي اسعيد، وهي تقترح على زوارها، معروضات موضوعاتية، نخبة من التحف الفنية، بعد أن كان تم تصميم المعرض ليكون على شكل سفر متخيل على خطى الطرق القديمة للقوافل التي كانت تربط المغرب بدول الساحل. ومن خلال تتبع الخطوات التي يرسمها المعرض، "يلتقي" الزائر بالناس عبر مختلف تمظهرات حياتهم الاجتماعية (أنشطة، أسواق أسبوعية)، حيث ينشغل كل فرد، على الخصوص، بالصورة التي يرغب أن ينقلها عن نفسه، وهي الصورة التي يتم تقديمها عبر العناية بالمظهر الجسدي والزينة.تمر الأيام والسنوات وتبقى مدينة مراكش شامخة في مكانها بكل بهائها تصنع بهجتها. كل يأتيها من حيث اشتهى ورغب، الكتاب والفنانون، التجار ورجال الأعمال، المبدعون والمدعون. لكل حكايته مع المكان والحياة.

  • الجريدة الاخرى 

  • عبدالكبير الميناوي

    Publicité
    Commentaires
    M
    hob
    نادي الكوكب الرياضي المراكشي
    Publicité
    نادي الكوكب الرياضي المراكشي
    Derniers commentaires
    Publicité